التوجه لشراء الأصول منخفضة الأسعار يوقف المنحى التصاعدي للأسهم
تباين أداء الأسهم الآسيوية بينما واصلت المؤشرات الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية تقلبها بين المكاسب والخسائر. ويبدو بأنّ التوجه نحو شراء الأصول منخفضة الأسعار في سوق الأسهم سيتوقف مؤقتاً بعد نجاحه في إعادة مؤشر ستاندرد آند بورز500 على مقربة من 0.4% من أعلى سعر إغلاق يُسجله على الإطلاق.
وبدورها، وفّرت الإيرادات التي تخطت التوقعات عن الربع الثالث سبباً كافياً لعودة الإقبال على أصول المخاطر وإبعاد دائرة الاهتمام عن المخاوف المحُيطة بتخفيف سياسات التيسير الكمي ومخاطر الركود التضخمي، في الوقت الراهن على أقلّ تقدير. وستُسهم المزيد من التصريحات المُشجعة على الإقبال على المخاطر في ضمان أسبوع ثالث من المكاسب المتتالية لمؤشر ستاندرد آند بورز500، لا سيما في ضوء ترقب تقارير الإيرادات من تسلا وإنتل وآي بي إم خلال الأسبوع الجاري.
مخاوف التضخم ما زالت تلوح في الأفق
وجاءت أحدث بيانات مؤشر الأسعار الاستهلاكية في المملكة المتحدة عن شهر سبتمبر، والتي صدرت في وقت مبكر من صباح اليوم، أدنى من التوقعات بقليل. وقد سجّل مؤشر الأسعار الاستهلاكية الرئيسية زيادة بواقع 3.1% على أساس سنوي مع نمو بنسبة 0.3% مقارنة بشهر أغسطس؛ بينما استقر مؤشر الأسعار الاستهلاكية المركزي عند 2.9% فقط. وأتت النتائج الثلاثة أقل بمقدار عُشر واحد عن التوقعات الوسطية للأسواق. ومن ناحيته، شهد الجنيه الإسترليني ضعفاً أمام نظرائه من العملات الرئيسية العشرة العالمية، لا سيما في ضوء سعي أسواق المال المتواضع إلى تقليص حجم توقعاتها برفع أسعار الفائدة.
ويُذكر خصوصاً بأنّ آخر الأرقام الصادرة بشأن التضخم ما زالت أعلى من الهدف الذي حدّده بنك إنجلترا عند 2%، الأمر الذي يدفع الأسواق لتوقع حدوث أول زيادة ضمن سلسلة من تدابير رفع أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، مع أخذ إجمالي يزيد عن 100 نقطة أساس بالحُسبان خلال العام المقبل. ويطرح هذا السيناريو مستوى أقوى من الدعم للجنيه الإسترليني، باستثناء المخاوف المتزايدة من حدوث أيّ خطأ في السياسة في حال لجأت لجنة السياسة النقدية إلى رفع الأسعار بوتيرة أسرع أو أبطأ بكثير من تلك اللازمة.
أسعار النفط تحوم حول أعلى مستوياتها منذ عدة أعوام
يُظهر المضاربون على ارتفاع أسعار النفط قدراً من التردد حيال دفع العقود الآجلة لخام برنت لما فوق أعلى المستويات المسجلة في أكتوبر لعام 2018 خلال المرحلة الراهنة، بينما تتراجع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بشكل طفيف عن أعلى مستوياتها على مدى سبعة أعوام. وربما ظهر التراجع في إجمالي السلع الأساسية بشكل أوضح في العقود الآجلة للغاز الطبيعي لغاية هذا الوقت من الأسبوع، مع هبوط الأسعار في نيويورك بما يزيد عن 5% خلال الأسبوع الجاري.
ولا بد أن تبقى معدلات الإقبال على السلع الأساسية جيدة برغم التراجع الأخير، لا سيما بالنظر إلى المخاوف من زيادة نُدرة هذه السلع في النصف الشمالي من العالم مع قُرب دخولنا لموسم الشتاء. وتحظى أسعار النفط بما يكفي من المبررات لمواصلة منحاها التصاعدي، لا سيما مع استمرار صعوبة الظروف في السوق على مدى الأشهر المقبلة، وحتى في حال أدت التدخلات من جانب مجموعة أوبك بلس والصين وروسيا من حيث السياسات إلى بعض فترات التقلب.