هل ما زالت الأسهم الخيار الأمثل للمستثمرين؟
سجّل مؤشر ستاندرد آند بورز500 ارتفاعاً طفيفاً في تداولات يوم الإثنين المُبكرة بعد نجاحه في تخطي المعدل القياسي لخمسة أسابيع متتالية من المكاسب، لا سيما مع متابعة المستثمرين عن كثب للبيانات والتلميحات الاقتصادية الصادرة عن مسؤولي السياسات النقدية.
ويأتي التراجع بنسبة 0.31% في مؤشر ستاندرد آند بورز500 خلال الأسبوع الماضي على خلفية صدور أحدث قراءة لبيانات التضخم الأمريكية، والتي ازدادت بواقع 6.2% الشهر الماضي مُسجلة أضخم زيادة سنوية لها منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود. ودفعت الأرقام القوية التي سجّلها مؤشر الأسعار الاستهلاكية الدولار الأمريكي نحو أعلى مستوياته منذ 16 شهراً مُحركة عائدات سندات الخزينة الأمريكية للتصاعد على طول المنحنى. ومع ذلك، لم تكن هذه الأنباء كافية لإحداث اضطراب قوي في الأسواق، مع بقاء المؤشرات الأمريكية الرئيسية على مقربة من أعلى معدلاتها القياسية.
ولا يبدو بأنّ المستثمرين يستشعرون أيّ نوع من القلق بعد، برغم ما تسببه معدلات التضخم الكبيرة وعائدات السندات المرتفعة عادة من تقلبات للأسهم. ونجد لدى تعديل عائدات السندات بما يتناسب مع التضخم بأنّ العائدات الحقيقية تراجعت نحو النطاقات السلبية بشكل حاد، الأمر الذي يُعزز من جاذبية الأسهم برغم التقييمات المُفرطة.
ومن ناحية أخرى، تراجعت عائدات السندات الأمريكية المحمية من التضخم والتي تستحق بعد عشرة أعوام نحو مستوى قياسي جديد عند -1.24% الأسبوع الماضي قبل أن تستقر عند -1.18%. وكانت تداولات هذا المؤشر المرجعي ضمن النطاقات السالبة طوال أزمة كوفيد-19، ومن المتوقع أن يستمر هذا السيناريو لعدة أشهر مقبلة. وستبقى الأسهم صاحبة الكفّة الأرجح في المحفظات ما دام الاستثمار في الأصول الخالية من المخاطر غير مربح واستمر النمو الاقتصادي في التحسن ونجحت الشركات الأمريكية في تمرير التكاليف المرتفعة لجانب المستهلكين، مما يبقي زمام المبادرة في يد المضاربين على ارتفاع الأسعار.
ويأتي اختبار السوق لهذا الأسبوع من جانب المستهلكين الأمريكيين؛ إذ لا نزال نترقب إذا ما كان تراجع مؤشر جامعة ميتشيغن لثقة المستهلك الأخير لأدنى معدلاته على مدى عقد كامل سينعكس على شكل انخفاض في مستويات الإنفاق. وعزى تقرير مؤشر ميتشيغن، الذي تتم متابعته على نطاق واسع، الانخفاض الملموس في ثقة المستهلكين إلى زيادة معدلات التضخم وتراجع مستويات المعيشة. ومع ذلك، يُمكن تعويض هذا بواسطة الوفورات الكبيرة التي تم تحقيقها خلال الأزمة الصحية وزيادة ثراء الأسر جرّاء زيادة أسعار الأسهم والعقارات على مدى العام الماضي.
وننتظر الكشف عن بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أكتوبر يوم الثلاثاء، والتي ستعكس لنا مدى رغبة الأمريكيين بالإنفاق قبيل موسم الأعياد المرتقب. وسيجد المستثمرون أنفسهم أمام سبب آخر للتمسك بمقتنياتهم من الأسهم في حال كشف التقرير عن استمرار تسجيل هذه الأرقام القوية.