هل تنعكس مخاوف التضخم في مكاسب الذهب؟
هيمنت تحركات الذهب الواسعة على مشاعر المستثمرين خلال الأسبوعين الماضين في أعقاب المكاسب الكبيرة التي سجلها المعدن الأصفر خلال فترة قصيرة.
وفتح تجاوز الذهب مستويات 1900 دولار الباب على مصراعيه امام توقعات بأن يذهب المعدن الأصفر بعيدا نحو اختراق مستويات القمة السابقة للعام الحالي حول مستويات 1959دولار، بل وأبعد من ذلك حول مستويات 2075 دولار امريكي والاعلى تاريخيا في أسعار المعدن الثمين.
ودفع المكاسب التي سجلها الذهب الى تسجيله أفضل أداء شهري خلال مايو الماضي في نحو عشرة أشهر بعدما أضاف نحو 8% من المكاسب.
ولعب ارتفاع مستويات التضخم دورا هاما في زيادة مكاسب الذهب في ظل تحوط المستثمرين بالمعدن وسط قلق متنافي من ارتفاع مستويات التضخم في الولايات المتحدة دون تدخل يذكر من الاحتياطي الفدرالي الذي دأب على تهدئة الأسواق والاشارة الى عوامل مؤقتة.
لكن ما هو سر تقلب الذهب؟
سجل الذهب في مطلع العام الجاري اعلى مستوياته حول مستويات 1959 دولار أمريكي لكنه عاد للتراجع بقوة نحو مستويات 1677 دولار امريكي
وجاء التراجع الكبير في الذهب على خلفية ابتكار شركات الأدوية الامريكية لقاح لفيروس كورونا المستجد الامر الذي دفع بالآمال بعودة الافتتاح الاقتصادي واستغناء الاحتياطي الفدرالي عن برامج التحفيز النقدي الضخمة الذي قام بدها للحد من تأثير الجائحة على الاقتصاد.
لكن الفدرالي رفض وقف برامج التحفيز قبل التأكد من سلامة الاقتصاد الأمريكي في ظل تعطل الاقتصاد لمدة عام تقريبا بحجم يبلغ ال 20 تريليون دولار امريكي وهو ما قوض امال المستثمرين بفرص خفض الفدرالي برامج التحفيز بوتيرة تجاوزت توقعاتهم.
وبدأت تهيمن مخاوف التضخم مع احجام الفدرالي لتشديد سياسته النقدية والتي ارتفعت مع الإفصاح عن ارقام مايو والتي ارتفع خلالها التضخم بأسرع وتيرة في ازداد ثلاثة عشر عاما بينما تشير التوقعات الى أن التضخم يتجه لتسجيل اعلى مستوياته في نحو 35 عاما.
يواصل الفدرالي التأكيد على أن تعطيل الاقتصاد الأمريكي بحجمه الكبير أدى الى تعطل في الامدادات وهو ما تسبب في رفع الأسعار وسط تنامي الادخار لدى المستهلكين خلال فترة الاغلاق الطويلة وأن الازمة سوف تنتهي تدريجيا دون تدخل من البنك.
هذه التفاؤل من الفدرالي والتشاؤم من المستثمرين دفع بتقلبات حادة في المعدن الثمين انعكست في مكاسب خلال الشهر الماضي ترقبا لقرار الاحتياطي الفدرالي في وقت لاحق هذا الشهر بالإضافة الى اجتماع جاكسون هول والذي يجمع قادة البنوك المركزية
في الجانب الفني حافظ الذهب على الاستقرار اعلى مستويات 1900 دولار منذ مطلع الأسبوع الجاري متطلعا لتسجيل مزيد من المكاسب.
ولا يزال الذهب يسير في قناة صاعدة على الرسم البياني اليومي منذ الحادي والثلاثين من مارس الماضي محاولا الذهب اختراق المستوى العلوي للقناة والذي يمثل نقطة المقاومة الكبيرة للمعدن حيث يتوافق مع مستوى التصحيح (61.8) من خط الاتجاه الهابط منذ السادس من يناير حول مستويات 1919 دولار امريكي.
ومن المحتمل أن يفتح اختراق المقاومة الى مكاسب واسعه في المعدن الأصفر تقوده نحو مستويات 1950 و1959 في حين يشكل التراجع فرصة نحو إعادة اختبار مستوى القناة السفلي والمتوافق مع مستوى التصحيح (50) من خط الاتجاه الهابط حول مستويات 1853 دولار امريكي
هل تواصل الفضة الاستقرار اعلى مستوى التصحيح 61؟
استمرت أسعار الفضة بالحفاظ على الاستقرار اعلى مستوى التصحيح (61.8%) من خط الاتجاه الصاعد منذ بداية فبراير حول 27.63 دولار امريكي.
وتتطلع الفضة نحو اختراق مستويات المقاومة المتمثلة في مستويات 28.18 دولار امريكي وسط استمرار من الزخم الصعودي مدعوما بمخاوف التضخم
في حين من المحتمل أن تدفع بيانات إيجابية في سوق العمل الأمريكي الى تراجع الفضة نحو كسر مستوى التصحيح 61.8
هل تتجاهل أسعار النفط التفاؤل في محادثات فينيا؟
تلقت أسعار النفط دعما من إجازة عطلة الشهداء في الولايات المتحدة والتي تحمل هبة في استهلاك الوقود بفعل توقعات بسفر ما يقرب 37 مليون مسافر.
وتشكل المناسبة بداية ذروة القيادة الصيفية في الولايات المتحدة لتزيد الطلب على النفط الخام الذي عزز مكاسبه متجاوزا مستويات 68 دولار لخام غرب تكساس
وتجاهل الخام الأمريكي التفاؤل في محادثات فينيا بشأن الاتفاق النووي الإيراني وسط تكتيم عن النتائج بين الطرفين ليواصل مكاسبه
وفي الجانب الفني نجح الخام في الاغلاق اليومي اعلى مستويات المقاومة حول مستويات 67.80 دولار ليواصل الخام تعزيز مكاسبه نحو مستويات 68.70 دولار امريكي في نهاية تداولات أمس.
ومن المحتمل أن تتواصل مكاسب الخام نحو مستويات 69 دولار في حين تنحصر التراجعات في مستويات الدعم 67.80 دولار امريكي