تحليل السلع والمعادن: هل دقت بيانات التضخم ناقوس الخطر؟
دفع ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة بوتيرة تجاوزت التوقعات الى مكاسب واسعة في المعادن وتحديدا في الذهب.
وسجلت ارقام المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعا خلال شهر أكتوبر بواقع 0.9% ليرتفع بنحو 6.2% على أساس سنوي مسجلا أعلى وتيرة سنوية منذ العام 1990 وسط تسارع في أسعار الغذاء والطاقة.
وقفزت أسعار الذهب نحو اعلى مستوياتها في خمسة أشهر في أعقاب صدور بيانات التضخم الامريكية حول مستويات 1868 دولار أمريكي.
وفي أعقاب الارتفاع المخيف في أسعار التضخم علق عضو الاحتياطي الفدرالي دالي حول تحديات جديدة يخلقها التضخم الفدرالي حتى وان كانت مرحلية الا انها تشكل نقطة تهديد
لكنه تمسك باستبعاد المضي قدما في تعديل أسعار الفائدة خلال الفترة الحالية معتبرة أنه من السابق لأوانه فعل ذلك.
في حين تمسك الرئيس الأمريكي بضرورة مواجهه التضخم مشددا الثقة في الاحتياطي الفدرالي واستقلاليته مع تمسكه بأن السبب الرئيسي يعود الى ارتفاع أسعار الطاقة وتعنت منظمة أوبك بلس في برامج تقليص الإنتاج.
ودفع ارتفاع الدولار في ختام تداولات أمس الى الحد من مكاسب المعدن الثمين ليدفعه الى التحرك حول مستويات 1851 دولار أمريكي.
في الجانب الفني تشكل مستويات المقاومة الرئيسية حول مستوى التصحيح (50%) من خط الاتجاه الهابط من التاسع من أغسطس حول مستويات 1882 دولار أمريكي.
في حين يشكل مستوى التصحيح (38.2%) الدعم الرئيسي حول 1828 دولار أمريكي لتحركات الذهب والتي من المحتمل أن يعود اليها قبل تحقيق مكاسب جديدة.
هل أعادت بيانات التضخم البريق للفضة؟
عززت بيانات التضخم الأمريكي التي صدرت في وقت سابق من تداولات يوم أمس من مكاسب الفضة لتلامس مستويات 25 دولار أمريكي.
وتلقت الفضة دعما خلال الأسبوع الماضي من إعادة اختبار المتوسط البسيط لـ 50 يوم (المنحنى الأزرق الفاتح) حول مستويات 23.39 دولار أمريكي.
ورغم المكاسب التي سجلتها الفضة فشلت مجددا بالاستقرار اعلى مستويات المقاومة حول 24.70 دولار أمريكي لتأكيد الاتجاه الصاعد.
وتتطلع الفضة الى تأكيد اختراق مستويات 24.70 تمهيدا لمواصلة المكاسب نحو مستويات 25.22 التي يمثلها المتوسط البسيط لـ 200 يوم (المنحنى الاحمر).
هل يتحرك البيت الأبيض ضد النفط؟
قوض ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة من مكاسب أسعار النفط الخام في نهاية تداولات يوم أمس ليمسح جميع مكاسب الأسبوع.
ودفعت تعليقات لرئيس الأمريكي جو بايدن حول أن أسعار الطاقة هي المسبب الرئيسي في تسارع مستويات التضخم رغم تجديد ثقة في الفدرالي لكبح جماح الأسعار
لكن تعليقات بايدن فسرت على أمكانية تشديد الضغط من البيت الأبيض على منظمة أوبك لزيادة انتاجها بوتيرة أسرع من 400 ألف برميل شهريا.
بالإضافة الى ذلك أثارت التعليقات لبايدن عن امكانية فتح الولايات المتحدة مخزوناتها الاستراتيجية من النفط لحماية الاقتصاد من تسارع مستويات التضخم
وفقد الخام الأمريكي أكثر من ثلاثة ونصف بالمائة من قيمته خلال تداولات يوم أمس بعدما فقد نحو ثلاث دولارات متراجعا نحو مستويات الحاجز النفسي 80 دولار أمريكي.
ومن المحتمل أن تدفع تعليقات أكثر تشددا من أعضاء الفدرالي او البيت الأبيض خلال نهاية الأسبوع الى تراجع أوسع في الخام الأمريكي نحو إعادة اختبار المتوسط البسيط لـ 50 يوم (المنحنى الأزرق الفاتح) حول مستويات 77.06 دولار أمريكي.