تحليل السلع والمعادن: هل تقود بيانات التضخم الذهب لموجة مكاسب؟
دفعت بيانات التضخم الامريكية التي تجاوزت التوقعات خلال تداولات يوم أمس الى تعزيز مكاسب الذهب متجهة نحو إعادة اختبار الحاجز النفسي 1800 دولار أمريكي.
وكان المعدن الثمين فشل في الاحتفاظ التي سجلها نهاية الأسبوع الماضي في أعقاب بيانات ضعيفة من سوق العمل الأمريكي الذي استحدث نحو 194 ألف وظيفة خلال شهر سبتمبر بعكس الوقعات التي كانت تشير الى نصف مليون وظيفة.
لكن قراءة أكثر تعمقا في الأرقام وانخفاض معدلات البطالة نحو أدني مستوياته منذ العام فبراير للعام 2020 قوضت جميع المكاسب قبل أن يبدا الصعود تدريجيا منذ بداية الأسبوع وسط ترقب لبيان الفدرالي والتضخم.
حيث عززت بيانات التضخم الضغوط على الدولار الأمريكي بعدما سجلت تسارعا خلال شهر سبتمبر بواقع 5.4% على أساس سنوي بما يتجاوز التوقعات التي كانت تشير الى استقرارها حول 5.3% لتنعكس في زيادة المخاوف بشأن استمرار التضخم المرتفعة لفترة أطول.
واظهر محضر اجتماع الفدرالي رغبته الانتهاء من برنامج تحفيز النقدي البالغ 120 مليار دولار أمريكي لكنه ترك الباب مفتوحا لمواصلته بعدما أشار أنه في حال اتخذ البنك قرار بالخفض خلال الاجتماع المقبل من المتوقع أن تبدأ عملية التقليص منتصف نوفمبر او ديسمبر
وفي الجانب الفني نجح الذهب في اختراق مستويات المقاومة الرئيسية التي يمثلها التصحيح (23.6%) من خط الاتجاه الهابط من اعلى مستويات الذهب والمسجلة في السابع من أغسطس للعام الماضي حول مستويات 1771 دولار امريكي
واتجه الذهب نحو إعادة اختبار المتوسط البسيط لـ 200 يوم (المنحنى الاحمر) حول مستويات 1794 دولار أمريكي ليفشل في اختراقها في نهاية تداولات يوم أمس.
وتمثل النظرة الإيجابية مواصلة المكاسب نحو اختراق المتوسط البسيط والحاجز النفسي 1800 والاغلاق الأسبوعي اعلى 1810 لتأكيد الصعود.
في حين تمثل النظرة السلبية عودة التراجع نحو إعادة اختبار مستويات الدعم التي يمثلها الصحيح (23.6%) حول مستويات 1771 دولار أمريكي.
هل أعادت بيانات التضخم البريق للفضة؟
دفع تسارع التضخم في الولايات المتحدة الى تعزز الطلب على الفضة خلال تداولات يوم أمس لتنجح في تعزيز مكاسبها نحو مستويات 23 دولار أمريكي.
واتجهت الفضة نحو إعادة اختبار الخط العلوي من القناة الهابطة منذ الحادي عشر من يونيو الماضي حول مستويات 23.18 دولار أمريكي
ونجح الاستقرار اعلى مستويات الدعم التي يمثلها 22.52 دولار امريكي في اعقاب الخروج من القناة الهابطة منذ الثالث من سبتمبر الماضي الى مواصلة المكاسب نحو مستويات 23 دولار أمريكي
ومن غير المحتمل أن تنجح الفضة في اختراق مستويات المقاومة الحالية حول 23.18 الى 23.30 والتي يمثلها تلاقي الخط العلوي للقناة الهابطة مع المتوسط البسيط لـ 50 يوم (المنحنى الأزرق الفاتح)
في حين من المحتمل أن يضغط تعافي الدولار نحو إعادة الفضة نحو مستويات 22.52 دولار أمريكي.
هل تقود أسعار النفط الى ازمة طاقة؟
تواصلت تذبذب أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي صعودا وهبوطا في جلسات متقلبة وسط مخاوف من نذر أزمة طاقة تعصف بالأسواق تؤثر على التعافي الاقتصادي.
وكان الخام الأمريكي قد قفز نحو 81.30 دولار امريكي في وقت سابق من الأسبوع الجاري مواصلة سلسلة مكاسب امتدت منذ سبعة أسابيع واحدثت.
وتسارعت أسعار النفط بعدما احجمت منظمة أوبك بلس عن زيادة الإنتاج بأكثر من 400 ألف برميل يوميا مطلع الشهر المقبل بفعل القلق من دخول موجة رابعة لمتحور دلتا
لكن التعافي الاقتصادي وتزايد الطلب على النفط مع قرب حلول الشتاء عزز الطلب على النفط الخام ودفع بأزمة كهرباء في الاقتصاد الثاني عالميا.
حيث دفعت الصين الى زيادة الإنتاج في مناجم الفحم لتوليد الطاقة في ظل شح امدادات النفط الحالية وارتفاع أسعارها بشكل متسارع
في حين كان الأثر السلبي أكبر على مستويات التضخم المرتفعة أصلا في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وبدأت تهدد ملامح التعافي الأخير والتي دفعت صندوق النقد الدولي لتقليص توقعاته لأفاق النمو العالمي خلال العام الجاري الى 5.9%.
واستقر الخام الأمريكي اعلى مستويات 80 دولار أمريكي في نهاية تداولات الأسبوع في حين من المحتمل أن يسجل الخام بعض التراجع نحو إعادة اختبار خط الاتجاه الصاعد منذ الثالث والعشرين من أغسطس الماضي حول مستويات 77.73 دولار أمريكي قبل مواصلة المكاسب نحو تسجيل مستويات قمة جديدة.