تحليل السلع والمعادن: هل تعزز بيانات سوق العمل مكاسب الذهب؟
دفع تصريحات لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي الى تقويض مكاسب الذهب التي سجلها خلال تداولات يوم أمس مدعوما من ضعف اظهره سوق العمل الأمريكي.
حيث قفز الذهب نحو مستويات 1831 دولار أمريكي في أعقاب بيان مخيب للآمال من سوق العمل الأمريكي في القطاع الخاص غير الزراعي الصادر عن مؤسسة ADP والذي أظهر إضافة نحو 330 ألف وظيفة فقط خلال شهر يوليو مبتعدا كثير عن التوقعات التي كانت تشير الى 695 ألف وظيفة.
في حين تترقب الأسواق الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة العمل في وقت لاحق من نهار الجمعة والتي من المحتمل أن تضيف نحو 900 ألف وظيفة خلال شهر يوليو.
وفشل الذهب في الاحتفاظ طويلا بمكاسبه بعدما دفعت تصريحات لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي تبنت ضرورة البدء في إجراءات تقليص برنامج شراء الأصول.
حيث صرح عضو اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة كابلان بضرورة الإسراع في أنهاء برنامج شراء الأصول من أجل الحصول على مرونة أكبر في تشديد السياسة النقدية مقترحا تقليصها على مدار ثمانية أشهر بواقع 15 مليار دولار شهريا.
وتقاطعت تصريحات كابلان مع نظيره بولارد الذي أشار الى ضرورة تقليص برنامج شراء الأصول ليكون الفدرالي مستعدا خلال العام المقبل لتعديل أسعار الفائدة.
وقوضت هذه التصريحات جميع مكاسب الذهب التي سجلها خلال تداولات يوم أمس لكن المعدن الأصفر واصل الحفاظ على الاستقرار اعلى مستويات 1811 دولار أمريكي.
ولا تزال النظرة إيجابية على الذهب بفعل الموقف الحازم الذي اتخذه الفدرالي الأسبوع الماضي حين رفض الإفصاح عن تجديد جدول زمني لتقليص برنامج شراء الأصول الضخم الذي أطلقه العام الماضي لمواجهه تداعيات جائحة كورونا.
ودفع قرار الفدرالي الى تعويض الذهب لنصف خسائره الحادة التي تعرض لها في يونيو الماضي بعدما ألمح الى تسريع وتيرة رفع أسعار الفائدة دافعا الذهب الى فقدان 7% من قيمته
وعلى الرغم من تسارع مستويات التضخم نحو اعلى مستوياتها في 30 عاما حسب المؤشر المفضل لدى الفدرالي لقياس التضخم وهو مؤشر أسعار الانفاق الاستهلاكي الشخصي والذي اظهر ارتفاعا بواقع 3.5% خلال يونيو الماضي على أساس سنوي
وفي الجانب الفني يواصل المتوسط البسيط لـ 100 يوم (المنحنى الأزرق) حول مستويات 1803 دولار أمريكي في تشكيل نقطة دعم مزدوجة للذهب مع الحاجز النفسي لدى المتداولين حول مستويات 1800 دولار أمريكي.
ومن المحتمل أن يواصل الذهب التماسك بين المتوسطات السعرية البسيط لـ 100 و200 يوم على التوالي قبيل الإفصاح عن بيانات سوق العمل الأمريكي.
حيث من المحتمل أن يدفع اختراق المتوسط البسيط لـ 200 يوم (المنحنى الاحمر) الى اختبار مستوى التصحيح (38.2%) من خط الاتجاه الهابط من السادس من أغسطس للعام الماضي حول مستويات 1830 دولار أمريكي.
في حين من المحتمل أن ينحصر التراجع في إعادة اختبار مستويات الدعم التي يشكلها المتوسط البسيط لـ 100 بواقع 1803 دولار أمريكي.
هل يدعم ضعف البيانات الأمريكي الفضة؟
فشلت الفضة في الاحتفاظ بالمكاسب التي سجلتها طويلا خلال تداولات يوم أمس والتي جاءت على أثر ضعف بيانات سوق العمل الأمريكي في القطاع الخاص.
لكن تصريحات مسؤولي الفدرالي المتشددة اتجاه السياسة النقدية ضغطت على تحركات الفضة ودفعتها الى انهاء الجلسة على خسائر لتستقر حول مستويات 25.35 دولار أمريكي.
وفي الجانب الفني فشلت الفضة في اختراق المتوسط البسيط 200 يوم (المنحنى الاحمر) حول مستويات 25.89 دولار أمريكي ليدفعها الى التراجع نحو اختبار مستويات الدعم التي يمثلها التصحيح (23.8%) من خط الاتجاه الصاعد منذ بداية فبراير حول 25.23 دولار امريكي
ومن المحتمل أن يدفع كسر مستوى التصحيح (23.8%) الى توسيع الفضة لخسائرها متجهها نحو إعادة اختبار مستويات القاع السابق حول مستويات 24.60 دولار أمريكي.
هل تتواصل خسائر النفط الخام؟
دفعت المخاوف من تأثير انتشار السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد المعروفة باسم دلتا وارتفاع المخزونات الأمريكي الى مواصلة خسائر النفط.
وأنهى النفط الخام ثالث جلسة على التوالي على خسائر في ظل المخاوف المنطوية من تأثير السلالة المتحورة لفيروس كورونا على عودة الاغلاق الجزئي في الاقتصاد العالمي في ظل وصول الإصابات الى نحو 200 مليون إصابة.
وفشلت التوترات الأمنية في الشرق الأوسط بدعم الأسعار وسط اختطاف مجموعة مسلحة تتبع إيران لسفينة شحن نفطي بعد أقل من يومين من استهداف سفينة أخرى بطائرات مسيرة أدت لمقتل شخص.
وفي الجانب الفني انزلق الخام الأمريكي نحو مستويات 67.80 دولار أمريكي في أعقاب كسر المتوسط البسيط لـ 50 يوم.
ومن المحتمل أن يعمق الخام الأمريكي خسائره متجهها نحو إعادة اختبار مستويات الدعم الرئيسية التي يمثلها تقاطع مستوى التصحيح (61.8%) من خط الاتجاه الصاعد منذ الحادي والعشرين من مايو الماضي حول مستويات 67 دولار أمريكي مع المتوسط البسيط لـ 100 يوم (المنحنى الأزرق)