الأسواق تترقب الإعلان عن مجموعة واسعة من البيانات قبل عطلة يوم الشكر في الولايات المتحدة
اتسمت تحركات الأسواق الآسيوية بتقلبات عديدة وتغيرت حالة العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، في حين حافظ المؤشر المعياري للدولار الأمريكي على مكانته عند أعلى مستوياته منذ يوليو 2020. وأثر ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي سلباً على أسعار الذهب التي تراجعت إلى ما دون مستوى 1800 دولار للأونصة المهم نفسياً بالنسبة للمتداولين.
ويركز المتداولون حالياً على توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، حيث تشير العقود الآجلة للاحتياطي الفدرالي إلى توقعات رفع الفائدة ثلاث مرات خلال عام 2022، حيث سيتم تحديد أولها في اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة في يونيو. ويشكل ذلك دورة أكثر صرامة لتشديد السياسات المالية مقارنةً بالتوقعات السائدة بعد اجتماع اللجنة في سبتمبر الماضي، حيث توقع كل من أسواق العقود الآجلة وستة من أعضاء اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة رفع أسعار الفائدة مرة واحدة فقط خلال العام المقبل.
وستركز الأسواق مع اقتراب نهاية العام على مدى تأثير مستويات التضخم المرتفعة على توقيت تعديل سياسة الاحتياطي الفدرالي، وسيسهم ذلك في تحديد إطار لمحضر جلسة اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة لشهر نوفمبر الذي سيصدر اليوم. ويمكن أن تؤدي مؤشرات جديدة داعمة لرفع أسعار الفائدة إلى ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي وعائدات السندات، ما سيؤدي بدوره إلى تراجع المكاسب التي حققها الذهب وأسهم الشركات التكنولوجية خلال الأشهر الماضية.
ويبدو أن الأسواق تستبق النتائج المتوقعة لاجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة في ديسمبر، حيث يتوقع المتداولون مؤشرات على تحرك الاحتياطي الفدرالي لتسريع وتيرة تخفيف سياسية التيسير الكمي، أو تغييرات أكثر دعماً لرفع أسعار الفائدة، أو وقوع التوجهين في الوقت ذاته. ومع ذلك، لا بد من وجود بيانات تؤيد هذ التوقعات، حيث يترقب المستثمرون من مختلف أنحاء العالم مجموعة واسعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي ستصدر اليوم. وستتضمن هذه المجموعة البيانات الأساسية لنفقات الاستهلاك الشخصي وبيانات المطالبات الأولية الأسبوعية والبضائع طويلة الأمد، حيث يمكن أن تؤدي هذه البيانات إلى زيادة التقلب في مختلف فئات الأصول، مع تغيير الأسواق لتوقعاتها في ضوء أحدث مستجدات الاقتصاد الأمريكي.
النفط يعزز مستويات التعافي على خلفية المستويات الضعيفة للاحتياطي النفطي
تواصل العقود الآجلة لمزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط الاستفادة من الزخم الذي اكتسبته يوم الثلاثاء، حيث ارتاح المضاربون على ارتفاع الأسعار إلى المستويات المنخفضة للاحتياطي النفطي الاستراتيجي لمختلف الأسواق الرئيسية العالمية، ومن ضمنها الولايات المتحدة والصين والهند. وقد تحظى أسعار النفط بمزيد من الدعم في وقت لاحق من يوم الأربعاء في حال أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجعاً يفوق التوقعات في مستويات الاحتياطي الأمريكي، رغم أن الأرقام غير المؤكدة تشير إلى انخفاض ضعيف بمقدار 669 ألف برميل، مقارنةً بالتوقعات الوسطية التي تبلغ 1.8 مليون برميل.
ويمكن أن يكون الخطر الأكبر بالنسبة لأسواق النفط صادراً عن اجتماع أوبك بلس الأسبوع المقبل وما إذا كانت الأسعار قادرة على مواصلة تقدمها نحو المستويات التي شهدناها في أكتوبر الماضي، والتي كانت أعلى أسعار شهدناها على مدى عدة أعوام. ويمكن أن يتأثر المضاربون على ارتفاع الأسعار إذا ما قررت أوبك بلس الاستجابة إلى هذا الاستهلاك المنسق للاحتياطيات العالمية بوقف مخططاتها لرفع الإنتاج. وقد تؤدي هذه الحركة إلى كسر التوقعات بتحول الأسواق إلى حالة من فائض العرض خلال الربع المقبل، مما قد يؤدي إلى وقف دعم الأسعار.