تعيين الأسواق مارس الفدرالي تناقص الإشارات
شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تغيّراً طفيفاً في أعقاب التراجع الذي سجّلته يوم الثلاثاء، ويأتي ذلك بالتزامن مع ترقّب الأسواق للبيانات المتوقع صدورها عن الاحتياطي الفدرالي بشأن نوايا تخفيف السياسات بعد اجتماعه الذي استمر ليومين ويختتم أعماله الليلة. ومن ناحيته، استقر مؤشر الدولار الأمريكي فوق حاجز الـ 92.40 نقطة، بعد القناعة بأن المستوى النفسي الحالي عند 93 نقطة غير مستدام في الوقت الراهن. وكانت الأسواق قد عادت لتتوقع حدوث ارتفاع في أسعار الفوائد الأمريكية في ديسمبر لعام 2022. بينما تسمح العملة الأمريكية المُعتدلة للذهب بالعودة إلى سعره عند 1800 دولار أمريكي للأونصة.
وبرغم أرجحية التوجه نحو تخفيف السياسات خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية المرتقبة الشهر المقبل أو أثناء اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفدرالية في سبتمبر، فلن يكون هذا كافياً لمنع المستثمرين والمتداولين من تحليل بيان الاحتياطي الفدرالي بينما يُحاولون التنبؤ بالخطوة التالية لواضعي السياسات واستباقها.
الأسواق جاهزة للتفاعل مع التحولات الدقيقة في سياسات الاحتياطي الفدرالي
سيكون انتقاء الاحتياطي الفدرالي لتعابيره في وقت لاحق من اليوم، والتي ستصدر ضمن بيان السياسة أو شفهياً على لسان رئيسه جيروم باول أثناء المؤتمر الصحفي، موضع فحص دقيق للبحث عن أيّ أدلة حول التخفيف من سياساته. وبالمُجمل، تتوقع الأسواق تسجيل تحولات طفيفة للغاية مع الحفاظ على الإطار العام للسياسة على حاله.
ومع ذلك، قد تؤدي أي تلميحات مفاجئة بشأن نضج الظروف الاقتصادية بالفعل من أجل تخفيف سياسة التيسير الكمي إلى استمرار انخفاض قيمة الأسهم بالتزامن مع دعم الدولار الأمريكي.
البيانات الأمريكية الصعبة سيكون لها الكلمة الفصل فيما يتعلق برؤية الاحتياطي الفدرالي الداعمة لأسعار الفائدة المنخفضة
تترقب الأطراف الفاعلة في السوق موقف الاحتياطي الفدرالي بشأن البيانات الاقتصادية الأمريكية المتوقع صدورها هذا الأسبوع. وكانت البيانات بشأن مستويات الثقة الاستهلاكية الأمريكية الصادرة يوم الثلاثاء قد سجّلت بالفعل تحسناً جديداً للشهر السادس على التوالي، علماً أن المستهلكين في مُختلف الأسواق باتوا يتجاهلون المخاطر الناجمة عن متحور دلتا. ولذا، يتعيّن علينا ترقب السياق الذي سيعتمد عليه الاحتياطي الفدرالي عند تقييم مثل هذه المخاطر وفيما إذا كانت مخاوف واضعي السياسات كافية لتحويل نظرتهم الاقتصادية المستقبلية والتأثير على الخط الزمني لتخفيف السياسات.
ومن المتوقع أن تُستخدم البيانات الاقتصادية المتوقع صدورها هذا الأسبوع، مثل الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثاني وطلبات إعانة البطالة وتضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، كأداة للنظر في إصرار رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول على رأيه بشأن الطبيعة المؤقتة لضغوطات التضخم. وفي حال أسهمت البيانات المتفائلة في تأكيد مرونة رحلة التعافي التي يعيشها أضخم الاقتصادات العالمية، ستجد لجنة السوق المفتوحة الفدرالية نفسها مُجبرة على التخلي عمّا تبقى من أسباب تُعزز انحيازها نحو أسعار الفائدة المنخفضة ومسارعة التخفيف من سياسة التيسير الكمي الكفيلة بتمهيد الطريق نحو الارتفاع في أسعار الفائدة الأمريكية.
المكاسب قد تكون مرتبطة بالتلميحات المتوقعة من الاحتياطي الفدرالي
حان دور كُلّ من فيسبوك وأمازون لإصدار بيانات إيراداتها أسوة بسابقاتها من عمالقة قطاع التكنولوجيا. وكانت النتائج الصادرة عن كُلّ من مايكروسوفت وألفابِت قد حظيت بردود فعل متباينة، بالنظر إلى أداء أسعار أسهم كلا الشركتين بعد ساعات في يوم الثلاثاء.
وكانت السوق قد رفعت سقف توقعاتها حيال الزيادة الفورية في قيمة أسهم الشركات التكنولوجية. وفي نهاية المطاف، أسهمت التوقعات المرتفعة حول الإيرادات الكبيرة لقطاع التكنولوجيا في تسجيل أسهم شركات فيسبوك وأمازون وأبل ونتفليكس وألفابِت لمستويات قياسية في وقت سابق من هذا الشهر. ومن هذا المُنطلق، يجب أن تتجاوز النتائج المالية المرتقبة عن الربع الثاني من العام الجاري توقعات السوق بشكل ملموس، بينما قد تبرز الحاجة إلى وجود التوجيهات المتفائلة لتعويض الهبوط الفوري للأسهم التكنولوجية على مدى الأيام المقبلة.
وفي ضوء ما أظهرته المؤشرات الفنية بشأن الدخول في حالة ذروة الشراء، فكان من المقرر أن تُسجل الأسهم الأمريكية نوعاً من التراجع. وختاماً، يترقب الجميع في الوقت الراهن ما قد يُلمح إليه الاحتياطي الفدرالي بشأن عزمه التحفيف من سياساته لاحقاً اليوم، الأمر الذي من المرجح أن يُلقي بظلاله على مستويات أداء أصول المخاطر طوال موسم الصيف.