NFP الجبهة والوسط
لم تتغير العقود الآجلة للأسهم الأمريكية كثيراً بعد الارتفاع القياسي الجديد لمؤشر ستاندرد آند بورز500، بينما حافظت الأسهم الآسيوية والبورصات الأوروبية في غالبها على أدائها ضمن النطاقات الإيجابية. ومن جانبه، لم يبتعد مؤشر الدولار الأمريكي عن المستوى النفسي عند 92.0 نقطة، الأمر الذي أسهم بدوره في تثبيت الذهب بين متوسطاته المتحركة لخمسين ولمائة يوم في الوقت الراهن.
ويُمكن القول بأنّ توقعات الاحتياطي الفدرالي بشأن سياساته تبقى العامل الأهم بالنسبة للأسواق، بينما تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو البيانات المتوقع صدورها يوم الجمعة عن تقرير جداول رواتب الوظائف الأمريكية غير الزراعية، برغم المخاوف الناجمة عن الغموض التنظيمي في الصين وتواصل تداعيات انتشار متحور دلتا على الأطراف الفاعلة في السوق.
هل من إشارة على تسجيل "المزيد من التقدم الملموس" في تقرير الوظائف المرتقب؟
تتوقع الأسواق إعلان تقرير رواتب الوظائف غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة عن تسجيل 875 ألف وظيفة جديدة، وفي حال تأكّد هذا الرقم، فسيكون أعلى الأرقام التي يُحققها التقرير على مدار العام لغاية الآن. ومع ذلك، ما زال علينا الانتظار لنرى فيما إذا كان تحقيق هذا الرقم سيُلبي بالفعل اشتراطات "تحقيق المزيد من التقدم الملموس" التي وضعها الاحتياطي الفدرالي قبل أن يبدأ بالحد من سياسة التحفيزات التي يعتمدها.
وبدورهم، دعا مسؤولو الاحتياطي الفدرالي الداعمين لأسعار الفائدة المنخفضة للتريّث مراراً وتكراراً، مؤكدين بأنّ واضعي السياسات ما يزالون بعيدين كُل البعد عن تخفيف سياسات التيسير الكمي، برغم بدء المباحثات حولها بشكل جدّي. وأمّا داعموا أسعار الفائدة المنخفضة من لجنة السوق المفتوحة الفدرالية، فقد أعربوا عن رغبتهم بالتعويض عن العجز الذي يصل إلى 6.8 وظيفة بالمقارنة مع المستويات المُسجلة قبل أزمة كوفيد-19، بينما أكّدوا في الوقت ذاته على الطابع المؤقت للارتفاع في معدلات التضخم.
ومع ذلك، فلا بد أن يدفع صدور نتائج أفضل من تلك المتوقعة عن تقرير الوظائف الأمريكية الاحتياطي الفدرالي بعض الشيء نحو تخفيفٍ أوضح في سياسات التيسير الكمي، ما سيُمهد الطريق لارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في نهاية المطاف. ومن شأن أيّ مفاجأة إيجابية تصدر عن تقرير رواتب الوظائف الأمريكية غير الزراعية هذا الأسبوع أن تُحفز من المضاربين على ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، بينما تُلقي بظلالها السلبية على ما تبقى من سلة العملات الأخرى.
مفاجأة بنك إنجلترا... هل باتت مُرجحة الحدوث؟
تُشير معظم التوقعات إلى توجه بنك إنجلترا للإبقاء على سياساته على حالها يوم الخميس، لا سيما في ضوء إدراكه للغموض الذي يلف سوق العمل والمخاطر السلبية التي يفرضها متحور دلتا على التعافي الاقتصادي في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فما زال بإمكان واضعي السياسات مفاجأة الأسواق يوم الخميس في حال أقرّوا خفض العتبة اللازمة للحد من تدابير التيسير الكمي.
ومن هذا المُنطلق، تتمحور توجيهات بنك إنجلترا حول وصول سعر الفائدة لديه إلى 1.5% قبل أن يبدأ في تقليص الاعتماد على برنامج شراء السندات بقيمة 895 مليار جنيه استرليني. وفي حال جرى تنقيح هذا الهدف في الاتجاه التنازلي هذا الأسبوع، فقد يتجه الجنيه الاسترليني لما فوق حاجز الـ 1.40 مقابل الدولار، بينما يُعزز من مكانته كأفضل عملات مجموعة العشرة من حيث الأداء لغاية هذا الوقت من العام.
المخاوف الناجمة عن متحور دلتا تُؤثر سلباً على أسعار النفط
بدأ النفط الخام شهر أغسطس الجاري في النطاقات السلبية، مع هبوط العقود الآجلة لخام برنت بحوالي 4%، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنحو 4.7٪ حتى الآن هذا الأسبوع. وتبقى الأسعار فوق حاجز الـ 70 دولاراً للبرميل غير مستقرة بسبب ما يفرضه انتشار متحور دلتا من اعتماد الصين مرة أخرى لمجموعة من التدابير الضرورية للحد من الأزمة. وبتنا نلحظ بأنّ القيود التي أعيد فرضها على النشاط الاقتصادي في أضخم مستورد للنفط الخام في العالم، أصبحت تُلقي بظلالها على آفاق مستويات الطلب العالمية.
وتنعكس المخاوف المتنامية من انتشار متحور دلتا بشكل أوضح في أسعار النفط بالمقارنة مع غيرها من فئات الأصول، لا سيما في ضوء مساهمة التفاؤل المُحيط بتعافي الطلب العالمي في تثبيت ارتفاع أسعار النفط على مدى الأشهر الـ 15 الماضية. وستبقى أسعار النفط متقلبة مع توجه لخسارة المزيد من المكاسب التي حققتها مؤخراً، لا سيما في ظلّ استمرار التأثيرات السلبية على مستويات التفاؤل هذه.