توقف مؤقت في الإقبال على أصول المخاطر قُبيل انعقاد قمة جاكسون هول
وصل الارتفاع الأخير في مستويات الإقبال على أصول المخاطر إلى مرحلة من التوقف المؤقت خلال منتصف الأسبوع، بينما تُحافظ العقود الآجلة للأسهم الأمريكية على ثباتها بعد تسجيل مؤشري ستاندرد آند بورز500 وناسداك لمعدلات قياسية جديدة بفضل التوجه الكبير نحو شراء الأسهم منخفضة القيمة. ومن ناحيته، تباين أداء الأسهم الآسيوية بعد انحسار التعافي الذي سجّلته أسهم شركات التكنولوجيا الصينية في وقت سابق. وبقي مؤشر الدولار الأمريكي يتراوح حول معدل الـ 93 نقطة في الوقت الراهن، بينما تراجع الذهب بعض الشيء نحو النطاقات الثانوية عند 1800 دولار أمريكي للأونصة.
وقد يجد المتداولون والمستثمرون حول العالم أنفسهم مضطرين للانتظار لغاية يوم الجمعة قبل اتخاذ الخطوة المقبلة في مسار رفع أسعار الأصول، لا سيما وأنّ الخطاب المرتقب لرئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قد يلعب دوراً محفزاً في هذا الصدد.
ففي حال كان السيد باول أكثر ميلاً لموقف زملائه في لجنة السوق المفتوحة الفدرالية من داعمي تدابير ضبط التضخم والذين يشددون على ضرورة تخفيف الاحتياطي الفدرالي من سياسة التيسير الكمي في أقرب وقت ممكن، فنحن أمام سيناريو يُسجل فيه مؤشر الدولار الأمريكي مستويات قياسية جديدة لغاية هذا الوقت من العام مع وصوله إلى عتبة الـ 94 نقطة للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي.
غير أنّ التزام باول برأيه حول ضرورة التحلي بالصبر، سيؤدي إلى خسارة الدولار الأمريكي للمزيد من مكاسبه الأخيرة بينما تنتعش أسواق الأسهم مع مواصلة المضاربين على ارتفاع أسعار الأسهم لاستفادتهم من حزمة التحفيز التي اعتمدها الاحتياطي الفدرالي.
البيانات الأمريكية تبقى من أهم العوامل المؤثرة على توجهات المستثمرين
ستكون الأسواق عرضة للتأثيرات الناجمة عن البيانات الاقتصادية الأمريكية، لا سيما في حال مرّت قمة جاكسون هول دون أي مستجدات، علماً أنّ أحدث الأرقام بشأن طلبات إعانة البطالة ومعدلات الدخل والإنفاق الفردي ومؤشر التضخم المُفضل بالنسبة للاحتياطي الفدرالي على وشك الصدور خلال أيام قليلة. وفي حال امتناع باول عن الإدلاء بأي تلميحات حول طابع السياسة المنشودة خلال الأسبوع الجاري، سيلجأ المستثمرون والمتداولون إلى متابعة إشارات أكبر من أحدث الأرقام الصادرة بينما يترقبون الخطوة التالية للاحتياطي الفدرالي بشأن سياساته.
وقد تكون البيانات القوية، التي تدفع الأسواق للاقتناع بضرورة حدوث التخفيف في سياسة التيسير الكمي في أقرب وقت ممكن، بمثابة عامل محفز لعائدات السندات والدولار الأمريكي على حساب السلع الأساسية والأسهم.
المضاربون على ارتفاع أسعار النفط في مواجهة المخاوف الناجمة عن متحور دلتا
شهدت أسعار النفط نوعاً من الاستقرار المؤقت بعد الانتعاش الكبير الذي سجّلته في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بينما يُواصل استقرار الدولار الأمريكي منح المضاربين على ارتفاع أسعار النفط مُبرراً للتوقف الآني. ومع ذلك، ما زلنا ننتظر أن تكسر عقود النفط الآجلة تذبذبها بين الارتفاع والانخفاض، والذي سجلته منذ بداية شهر يوليو.
ومن جانبها، اتسمت التوقعات حول الطلب العالمي بطابع أكثر تفاؤلاً وتجاوزت المخاوف المستمرة حول متحور دلتا، وهو ما سيمكن الأسعار من تعويض الخسائر الأخيرة والارتفاع نحو مستويات قياسية جديدة. ولا بد أن تلمس الأسواق وجود المزيد من المؤشرات حول قدرة الطلب العالمي على استيعاب أيّ زيادة جديدة في إمدادات مجموعة أوبك بلس، علماً أنّ التحالف يعتزم اتخاذ قرار حاسم حول مستويات إنتاجه خلال الأسبوع المقبل.
ويكمن قدر كبير من الغموض حول معادلة العرض والطلب في القدرة على احتواء انتشار متحور دلتا في الاقتصادات الكُبرى. وختاماً، فقد أظهرت تدابير الإغلاق المعتمدة في الصين وأستراليا ونيوزيلندا ضرورة حفاظ أسواق النفط على يقظتها في مواجهة التهديدات المستمرة التي يفرضها كوفيد-19 على سيناريو التعافي في مستويات الطلب.