تراجع الإقبال على أصول المخاطر الذي شهدته الأسواق في بداية عام 2022، حيث شهدت الأسهم الآسيوية أداءً متبايناً في حين تراجعت الأسهم الأوروبية والأمريكية إلى مناطق الخسائر. وحققت أصول الملاذ الآمن أداءً أفضل مع حفاظ الدولار الأمريكي على موقعه، في حين ارتفعت أسعار الذهب، وسجل الين الياباني أفضل أداءٍ بين عملات دول مجموعة العشرة.
ويرتكز المتداولون في وضع توقعاتهم خلال العام الجاري على كيفية تأثير التضخم على موعد رفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة، مع استمرار الجهود العالمية لمكافحة انتشار مرض كوفيد-19، ووصول عدد الإصابات إلى مستويات قياسية.
محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة وتقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية يقدمان مؤشرات على الموعد المحتمل لرفع أسعار الفائدة الأمريكية
تترقب الأسواق محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة في ديسمبر، بحثاً عن أدلة حول موعد تخفيف الاحتياطي الفدرالي لسياسات التيسير الكمي ورفع أسعار الفائدة. وتتوقع الأسواق حالياً احتمالاً يزيد عن 50% لرفع أسعار الفائدة في مارس المقبل، وهو الشهر الذي يختتم فيه الاحتياطي الفدرالي برنامج شراء الأصول. وأشارت أحدث المخططات البيانية الصادرة عن اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة إلى رفع أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال عام 2022.
وأشارت الأرقام الرئيسية في تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية الصادر يوم الجمعة إلى وجود 424 ألف وظيفة، وتراجع البطالة بنسبة 4.1% في ديسمبر. وتوفر الإحصاءات الواردة في تقرير الوظائف لتحديد التحسّن اللازم لسوق العمل للوصول إلى معيار العمالة القصوى التي حددها الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة. ويصب نمو رواتب الوظائف الأمريكية بشكل أسرع من التوقعات، متخطياً نسبة 4.2% المتوقعة في ديسمبر، في التضخّم القائم على زيادة الطلب وتراجع التكاليف، مما قد يؤدي إلى تسريع تحرك الاحتياطي الفدرالي نحو تشديد سياسات التيسير الكمي.
وإذا أشارت البيانات الواردة في محضر اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة وتقرير الوظائف غير الزراعية باحتمالية رفع أسعار الفائدة في مارس المقبل، فإن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع مكاسب سندات الخزينة والدولار الأمريكي، وتراجع أداء أسهم النمو والذهب.
ارتفاع عائدات سندات الخزينة يؤثر على أسعار الذهب
تمر أسعار الذهب اليوم بظروف مريحة، وتعوّض بعض الخسائر التي تكبّدتها يوم الإثنين، بسبب الارتفاع الكبير في عائدات سندات الخزينة. ويمكن أن يؤثر رفع أسعار الفائدة سلباً على المتداولين بالذهب في النصف الأول من 2022، وقد تؤدي الاحتمالات المتزايدة برفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة في تخفيف الإقبال على المعدن الأصفر. ولكن التوقعات بأن تتجه الأمور نحو الأسوأ في الجهود العالمية لمواجهة كوفيد-19، تواصل تقديم بعض الدعم لأسعار الذهب.
تراجع المخاوف من متحور أوميكرون يحافظ على زخم المضاربين على ارتفاع أسعار النفط
شهدت أسعار النفط زيادة كبيرة مع ارتفاع الإقبال على أصول المخاطر في بداية العام الجديد، حيث عادت العقود الآجلة لمزيج برنت لتحوم أعلى من مستوى الدعم النفسي المهم بسعر 80 دولاراً للبرميل. وأكدت أوبك بلس التوقعات بالتزامها بمخططات الرفع التدريجي للإنتاج، ما أثبت صمود تعافي الطلب العالمي أمام التهديدات التي فرضها متحور أوميكرون.
ويمكن أن تواصل الأسعار الأساسية للنفط ارتفاعها على المدى القريب، إذا تراجعت المخاوف من ظهور فائض العرض في الأسواق خلال الربع الأول، وحفاظ الطلب العالمي على مستوياته إلا أن احتمال خسارة هذه المكاسب التي تم تحقيقها مؤخراً يبقى قائماً، مع ورود تقارير عن تشديد القيود المفروضة في الاقتصادات الكبرى بهدف السيطرة على انتشار متحور أوميكرون.