خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي يمكن أن تحدد توجه الدولار في الأسواق
تشهد معظم الأسهم الآسيوية انخفاضاً حالياً، بالرغم من دفع مؤشر نيكاي 225 بارتفاع سهم سوفت بنك وازدياد التوقعات بإصدار رئيس الوزراء الياباني المقبل لحزمة تحفيزية جديدة. وبشكل عام تمر جميع الأسهم الآسيوية بفترة مؤقتة من الاستقرار، بعد ارتفاع مؤشر إم إس سي آي آسيا والمحيط الهادي خلال 11 من جلسات التداول الاثنتي عشرة الماضية. وما تزال الأسهم الأوروبية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية في نطاق الخسائر قبل خطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي اليوم واجتماع البنك المركزي الأوروبي حول السياسة النقدية المقرر يوم الخميس.
ومن جهة أخرى، يتجه مؤشر الدولار الأمريكي نحو الانتعاش فوق مستوى الحاجز المتوسط المتحرك البسيط لخمسين يوم، بالتزامن مع استعداد الأسواق لتغير الأسعار تناسباً مع توقعات برفع أسعار الفائدة في الربع الأخير من عام 2022. وتشير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفدرالي إلى ازدياد احتمالية رفع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي بمعدل ست نقاط مئوية منذ يوم الإثنين الماضي، لتصل إلى 44%؛ في حين أن التوقعات برفع معدل الفائدة في ديسمبر 2022 ما تزال عند نسبة 70% رغم التقدم الضئيل في أعداد الوظائف المسجلة في شهر أغسطس. وكان جيمس بولارد، رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس، البارحة أول مسؤول من الاحتياطي الفدرالي يعلق على تقرير الوظائف الأمريكي، مؤكداً على استمرار دعمه للسياسات التيسيرية التي ساعدت الدولار على استعادة بعض من الخسائر التي تعرض لها مؤخراً.
كما ستتطلع الأسواق إلى استخلاص مزيد من الدلائل حول تخفيف الاحتياطي الفدرالي لسياسته التيسيرية خلال خطابي جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفدرالي في نيويورك ونائب مجلس إدارة اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة؛ وروبرت كابلان، رئيس الاحتياطي الفدرالي في دالاس وعضو اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة لعام 2023. ويجدر بالذكر دعم ويليامز للسياسات التيسيرية للجنة، على عكس كابلان المعروف بكونه أحد داعمي أسعار الفائدة المرتفعة.
وبالمختصر، تسعى الجهات المعنية في الأسواق إلى فهم توجهات الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بتخفيف السياسات التيسيرية، لا سيما بعد تراجع معدلات الوظائف خلال الشهر الماضي. وفي حال أدى التراجع الملحوظ في سوق الوظائف الأمريكية إلى إيقاف تخفيف السياسات التيسيرية مؤقتاً، من الممكن أن يواجه الدولار الأمريكي انخفاضاً واضحاً، إلى جانب تداول مؤشر الدولار الأمريكي ما دون المتوسط المتحرك البسيط لخمسين يوماً.
عدم اليقين المتعلق بالمتحور دلتا يعزز من سياسات البنك المركزي الأوروبي التيسيرية
تشير التوقعات في الأسواق إلى التزام البنك المركزي الأوروبي بسياساته التيسيرية بعد اجتماعه المرتقب غداً بشأن سياسته المالية، مستندين إلى بقاء الأسهم الأوروبية بأعلى مستوياتها بالرغم من التراجع الذي شهدته اليوم؛ في حين وصلت نسبة اليورو إلى الدولار إلى 1.19 للمرة الثانية خلال هذا الربع من العام. وعلى الرغم من وصول مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو لشهر أغسطس إلى أعلى مستوياتها منذ عقد من الزمن عند نسبة 3% وتجاوزها لهدف البنك المركزي، ما يزال داعمو أسعار الفائدة المنخفضة متفوقين على صقور التضخم مع استمرار تأثر التوقعات الاقتصادية القارية بمخاطر الهبوط.
ومع تركيز صقور التضخم في الفترة الأخيرة على احتمال تخفيف العمليات الطارئة لشراء الأصول بشكل علني، رفعت السوق سقف توقعاتها بالخروج من اجتماع الخميس بنتيجة مفاجئة تتوافق مع تطلعات داعمي أسعار الفائدة المرتفعة. وما تزال حالات عدم اليقين المرتبطة بالمتحور دلتا تؤثر بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية؛ حيث أدت إلى خفض مستويات ثقة الشركات والمستثمرين والمستهلكين في ألمانيا، التي تعد أقوى اقتصاد في الاتحاد الأوروبي. ولذلك، لن تكون مهمة داعمي ارتفاع أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي لحشد الدعم سهلةً ما لم يحصل انخفاض كبير لمخاطر التراجع أو تأكيد شديد على استمرار ضغوطات التضخم.