الأسهم تُواصل ارتفاعها مدفوعة بانحسار المخاوف الناجمة عن متحور أوميكرون
تمر أصول المخاطر بمرحلة من الارتياح الناجم عن تلاشي المخاوف التي تسبب بها ظهور متحور أوميكرون، الأمر الذي ظهر جليّاً في مواصلة أسواق الأسهم لمنحاها التصاعدي المدفوع بهذا الارتياح خلال الأسبوع الجاري. وبقيت غالبية المؤشرات الآسيوية ضمن النطاقات الخضراء مع تسجيل العقود الآجلة الأمريكية ليوم جديد من المكاسب، مع اقتراب مؤشر ستاندرد آند بورز500 من أعلى مستوياته القياسية بفارق لا يتجاوز نسبة 0.38% فقط. ومن ناحية ثانية، تراجع مؤشر الدولار القياسي بشكل طفيف، مع هبوط مؤشر فيكس للتقلبات إلى مقربة من العشرين نقطة، وهو متوسط قراءاته عن العام الجاري.
المخاطر الناجمة عن متحور أوميكرون قد تحدُّ من زخم الاتجاه التصاعدي للأسواق
ما زلنا في الأيام الأولى بلا شك، وقد لا تجد محاولات دفع الأسهم العالمية نحو تسجيل مستويات قياسية جديدة لنفسها أرضية صلبة. ولم تتأكد المكاسب الأخيرة لغاية الآن، لا سيما وأنّ الأسواق تُخاطر بكونها مفرطة في رضاها عن مخاطر الهبوط الناجمة عن أحدث متحورات الفيروس، دون أن تُدرك بعد مدى الأثر المحتمل لأوميكرون على الاقتصاد العالمي.
وما تزال أعداد الإصابات بكوفيد-19 في تزايد مستمر في الاقتصادات الكبرى، من ألمانيا ولغاية كوريا الجنوبية. وإلى جانب ذلك، أظهرت دراسة أولية واردة من جنوب أفريقيا بأنّ المُطعمين بجرعات لقاح فايزر يُظهرون انخفاضاً بواقع 40 ضعفاً في نسبة الأجسام المضادة المولدة ضد متحور أوميكرون.
ورغم الارتياح الذي يشعر به المستثمرون كونها ليست المحاولة العالمية الأولى لوقف انتشار كوفيد-19، فلا يُمكننا استبعاد سيناريو عمليات تصفية مفاجئة لأصول المخاطر، لا سيما في حال ثبُت ضعف مساعي التطعيم الجارية حالياً وغيرها من التدابير الرامية للحد من انتشار الفيروس في مواجهة متحور أوميكرون وغيره من المتحورات مستقبلاً. ولا زال لدينا ما يُبرر هذا القدر من الحذر، حتى في ضوء زيادة مستويات التفاؤل في المرحلة الحالية.
التضخم وسياسة الاحتياطي الفدرالي تبقى من أهم المواضيع التي تتناولها توقعات عام 2022
يواجه المستثمرون في مختلف أنحاء العالم العديد من المخاطر مع انطلاق العام الجديد، والتي تُضاف إلى التطورات المستمرة فيما يتعلق بأزمة كوفيد-19، بما فيها ارتفاع التضخم الذي قد يُسفر عن توجه البنوك المركزية لاعتماد سياسات أكثر تشدداً. وستُشكل هذه المخاوف الإطار الرئيسي لتقرير مؤشر الأسعار الاستهلاكية الأمريكي المرتقب يوم الجمعة.
قد تُبرر ضغوط الأسعار المتزايدة باستمرار الموقف الذي اتخذه رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي حول دعم تشديد السياسات، الأمر الذي قد يُمهد الطريق لتسريع تخفيف سياسات التيسير الكمي من قبل الاحتياطي الفدرالي، وهو القرار الذي قد يصدر عن اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفدرالي المرتقب الأسبوع المقبل. وختاماً، قد يُسجل الدولار الأمريكي مزيداً من المكاسب في حال رفعت الأسواق من توقعاتها حيال زيادة أسعار الفائدة الأمريكية في عدة مناسبات خلال عام 2022، الخطوة التي قد تؤدي إلى اضطراب مشهد السلع الأساسية وما تبقى من قطاع تداول العملات.